المدح النبوي الشعبي في موريتانيا : المدلول والخصائص

ينتمي فن المدح الشعبي في موريتانيا إلى صنف التراث غير المادي الذي يعني الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات- وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية- التي تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحيانا الأفراد، جزءا من تراثهم الثقافي. وهذا التراث الثقافي غير المادي المتوارث جيلا عن جيل، تبدعه الجماعات والمجموعات من جديد بصورة مستمرة بما يتفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها، وهو ينمي لديها الإحساس بهويتها والشعور باستمراريتها.

ويمكن ذكر إضافة إلى المدح النبوي أصناف أخرى من التراث غير المادي بالنسبة لموريتانيا مثل: الموسيقى التقليدية، الطب التقليدي، الفولكلور الشعبي، الصناعة التقليدية، الألعاب الشعبية، مواسم ثقافية (أمغران في تكَانت1، أمكاَر في آدرار2)…إلخ.

يعرف المديح النبوي عموما بأنه هو ذلك الشعر أو الكلام المغفى الذي ينصب على مدح النبي (صلى الله عليه وسلم)، بتعداد صفاته الخُلقية والخَلقية، وإظهار الشوق لرؤيته، وزيارة قبره والأماكن المقدسة، التي ترتبط بحياة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، مع ذكر معجزاته المادية والمعنوية، ونظم سيرته شعرا، والإشادة بغزواته وصفاته المثلى، والصلاة عليه تقديرا وتعظيما.

كما يمكن أن يعرف بأنه فن من فنون الشعر التي أذاعها التصوف، فهو لون من التعبير عن العواطف الدينية، وباب من الأدب الرفيع، لأنه لا يصدر إلا عن قلوب مفعمة بالصدق والإخلاص.

ولا يشبه ذلك المدح الذي كان يسمى بالمدح التكسبي أو مدح التملق الموجه إلى السلاطين والأمراء والوزراء، وإنما هذا المديح خاص بأفضل الخلق محمد (صلى الله عليه وسلم)، ويتسم بالصدق والمحبة والوفاء والإخلاص والتضحية، والانغماس في التجربة العرفانية والعشق الروحاني اللدني.

وقد ظهر المديح النبوي في المشرق العربي مبكرا مع مولد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وأذيع بعد ذلك مع انطلاق الدعوة الإسلامية وانتشار الفتوحات الإسلامية، إلى أن ارتبط بالشعر الصوفي مع ابن الفارض والشريف الرضى، ولكن هذا المديح النبوي لم ينتعش ويزدهر ويترك بصماته إلا مع الشعراء المتأخرين وخاصة مع الشاعر البوصيري في القرن السابع الهجري.

والمديح النبوي يستوحي مادته الإبداعية ورؤيته الإسلامية، من القرآن الكريم أولا فالسنة النبوية الشريفة ثانيا، كما أن هناك مصدرا مهما في نسج قصائد المديح النبوي، يتمثل في كتب التفسير التي فصلت حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) تفصيلا كبيرا، كما يظهر ذلك جليا في تفسير ابن كثير على سبيل المثال، فضلا عن كتب السيرة التي تتمثل في مجموعة من الوثائق والمصنفات، التي كتبت حول سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، سواء أكانت قديمة أم حديثة3.

ومن أهم مميزات المديح النبوي أنه شعر ديني ينطلق من رؤية إسلامية ويهدف إلى تغيير العالم المعاش، وتجاوز الوعي السائد نحو وعي ممكن، يقوم على المرجعية السلفية بالمفهوم الإيجابي، كما أن هذا الشعر تطبعه الروحانية الصوفية من خلال التركيز على الحقيقة المحمدية التي تتجلى في السيادة والأفضلية والنورانية.

وهذا يعني أن المديح النبوي يشيد بالرسول (صلى الله عليه وسلم) باعتباره سيد الكون والمخلوقات، وأنه أفضل البشر خلقة وخلقا، وهو كذلك كائن نوراني في عصمته ودماثة أخلاقه، لذلك يستحق الممدوح كل تعظيم وتشريف، وهو أحق بالتمثيل واحتذاء منهجية في الحياة، كما أن عشق الرسول (صلى الله عليه وسلم) في القصيدة النبوية يتخذ أبعادا روحانية وجدانية وصوفية.

ويلاحظ على الغزل الموجود في كثير من القصائد المديحية النبوية أنه غزل يتجاوز النطاق الحسي الملموس إلى ما هو مجازي وإيحائي، أي ينتقل هذا الغزل من النطاق البشري إلى نطاق الحضرة الربانية.

خصائص المدح النبوي الشعبي في موريتانيا

عرف المجتمع الموريتاني المديح النبوي عن طريق الطرق الصوفية المنتشرة في المغرب، الذي انتقل إليه جنس المديح عن طريق شعراء الأندلس، وقد تناول الشعراء الشناقطة السيرة النبوية بقصائد فصحى ولهجية، كما امتازت بعض المحاظر في المجتمع الموريتاني بالتركيز على تدريس السيرة النبوية إلى درجة التخصص، وقد توفرت فيها مراجع متخصصة في مجال السيرة النبوية مثل قرة الأبصار لعبد العزيز اللمطي؛ عمود النسب؛ والغزوات لأحمد البدوي المجلسي4.

غير أن البيئة الموريتانية قد عرفت صنفا آخر من المديح يعد إنتاجا خاصا لهذا المجتمع، هو المدح النبوي الشعبي، وذلك لكونه يختص بالخصائص التالية:

1- المدح النبوي الشعبي هو مزيج من الثقافة الزنجية الإفريقية والثقافة العربية الإسلامية، فبالنسبة للثقافة العربية الإسلامية تتجلى في الطابع الديني، من خلال محتوى الأغاني المخصص لمدح الرسول عليه الصلاة والسلام، وفي هذا الصدد يتم التغني به ليلة الجمعة، وفي المولد النبوي الشريف، وطيلة شهر رمضان الكريم5.

وبالنسبة للثقافة الزنجية الإفريقية فإنها تأخذ مظاهر متعددة في الإيقاعات المعبرة عن الحالة النفسية للمؤدون، والمتمثلة في الرغبة في الخروج عن نمط الحياة الصعبة6.

2- يتم أدائه بلغة شعبية دارجة (الحسانية)، وفق طقوس معينة في الجلوس وطريقة الأداء، حيث يجلس المؤدون الذين يقودهم شخص واحد، يرددون من بعده كلاما قد يتفق مع ما يقوله وقد يختلف، وفي أوقات زمنية معروفة، ويبتدئ عادة بالقصائد المديحية الغزلية الصوفية التي تعبر عن التشوق إلى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وزيارة الأماكن المقدسة، ثم تلك التي تمجد مولده وحياته ومعجزاته وبداية دعوته، ثم غزواته وانتصاراته على أعدائه ليختم بنظم لسيرته والصلاة عليه.

3- المؤدون له في الغالب من السود، فهم في الأصل عبيد أو عتقاء (الحراطين)7، ويشكل تثقيفا لهم في مجال السيرة النبوية، رغم أمية أو جهل أغلبيتهم، وقد شكلت الحروب الدينية التي عرفتها المنطقة، وكذلك ظروف السيبة التي طبعت حياة المنطقة، أهم عوامل انتشار الرقيق في “أتراب البيظان”، وهي المنطقة الممتدة من نهر السنغال جنوبا حتى وادنون شمالا، ومن المحيط الأطلسي غربا إلى تينبكتو شرقا8.

4- المدح النبوي الشعبي يشكل حفظه وأدائه نوعا من التخصص الطبقي الذي عرفه المجمع البيظاني في فترة من تاريخه في المنطقة، فالمدح يؤدى من قبل العبيد أو العتقاء بعد أن تلقوه شفهيا من قبل الطبقة العالمة في المجتمع، والتي رأت فيه تمكين أفراد الطبقة الدنيى في التراتب الهرمي في المجتمع، من كسب ثقافة دينية تعوض النقص التعليمي الذي يعانون منه.

5- إن المدح النبوي الشعبي لا يؤدى في الغالب من قبل ممتهني الموسيقى التقليدية (إيكَاون) في المجتمع، وذلك نتيجة للنفور الذي كان موجودا بين هذه الفئة والطبقة الزاوية في المجتمع، والتي ترى أن امتهان الغناء مخالف لتعاليم الشرع الإسلامي، ورغم ذلك يأتي شعر المديح النبوي الشعبي من حيث الوزن في بحر “حثو اجراد” الذي هو بت من ابتوتة الشعر الحساني، مما يشي بأصالة هذا الشعر وتماهيه مع المدح، حتى أن الفن الشعبي (الموسيقى الشعبية) أحدث ضربا غنائيا حمل اسم “ابن وهيب نسبة إلى الشاعر أبي بكر بن محمد بن مهيب صاحب الموشحات المديحية والتخميسات على الفزازي، كما أن هناك ضروب غنائية أخرى تصاحب أداء المدح النبوي الشعبي.

6- لا يمكن تحديد الفترة التاريخية بالضبط التي عرفت ظهور المدح النبوي الشعبي بالشكل الذي عليه الآن، وإن كنا نستطيع أن نجزم من خلال بعض مفرداته، أنه ضارب في القدم في المنطقة، فقد تحدث بعض الباحثين أن لازمة “أسكي9 تعود إلى اللقب الذي كان يطلق على ملوك دولة الأساكية التي ظهرت في القرن التاسع الهجري، في منطقة “كَوْكَوْ” الواقعة في الشمال المالي وتضم مدن: تنبوكتو وأران وبوجبيها، وهي مدن لها علاقة وثيقة بتاريخ الصحراء10.

وتعود أصول “الأساكية” إلى قبائل صنهاجة الذين كانوا يقطنون المنطقة الممتدة ما بين السوس الأقصى شمالا ونهر السنغال جنوبا11.

هذا إضافة إلى أنه موجود حتى اللحظة، ويؤدى بلغات شعوب عمرت المنطقة في حقب غابرة من التاريخ مثل شعوب “آزير” التي هي خليط بين الشعوب الزنجية السونكية والشعوب الصنهاجية، وقد قطنت المناطق الشرقية الموريتانية، وتوجد بعض الأمداح النبوية تؤدى بلغتها في المولد النبوي من كل عام في مدن ولاتة وتيشيت والنعمة.

وهو ما قد يعني أن المدح النبوي الشعبي كان موجودا في المنطقة قبل أن تعرف اللسان العربي، وأنه تعرض لعملية تعريب بعد سيطرة الثقافة العربية على إثر انسياح القبائل العربية إلى هذه الربوع.

7- المدح النبوي الشعبي يأخذ من حيث اللون الموسيقي نفس الطابع الذي تأخذه التراتيل الدينية المعروفة لدى السود الأمريكيين، والتي يطلق عليها “Gospel” المستوحاة من الإنجيل، والتي تمجد الخالق وتشيد بفضائل رسله الذين أرسلهم رحمة للمقهورين12، ويختلف كل الاختلاف مع الحركات الجسدية التعبيرية المعروفة لدى مجتمعات أمريكا اللاتينية مثل: “meringue” و”samba”، التي وجد فيها بعض الباحثين أنها تعابير جسدية لدى السود لإظهار الرغبة في التمرد أو التحرر من واقع الاستعباد13.

الحيز الجغرافي للمدح النبوي الشريف الشعبي

يمكن الحديث عن حيز اجتماعي واسع يشمل المجال البيظاني عموما، وهو الممتد ما بين الضفة اليمنى لنهر السنغال جنوبا والخط الرابط بين “خاي” و”تنبوكتو” “فبوجبيه” و”المبروك” و”تاودني” شرقا، والخط الرابط بين “تاودني” و”تيندوف” “فرأس نون” شمالا14.

في هذا المجال يؤدى المدح النبوي الشريف الشعبي في غالب موحد وإن أختلف من منطقة إلى أخرى في بعض الجزئيات، من دون الإغفال عن أنه في كل منطقة يتأثر بالعادات الاجتماعية والأنماط الكلامية التي تجعله يأخذ خصوصيته من تلك التباينات، وإن كانت المحافظة على الجوهر هي السمة العامة.

 

الآلات الموسيقية والإيقاعية المصاحبة للمدح النبوي الشعبي

يستخدم في أداء المدح النبوي الشريف آلات موسيقية مختلفة: إيقاعية ونفخية ووترية.

1- الآلات الإيقاعية

تتمثل الآلات الإيقاعية في “الطبل” وهي آلة موسيقية إيقاعية تصنع من اسطوانة جوفاء أو قدح من الخشب تشد على أطرافه قطعة من جلود البقر أو الإبل، وهو ذو قالب مستدير يحدث صوتا خفيا وقويا بحسب درجة حرارة الحفل ومهارة لاعبه أو لاعبته، ويضرب باليدين كما يمكن أن تستخدم قطعة من الخشب في ضربه، والغاية من ذلك إتمام الصوت الإيقاعي وخلق جو صاخب15.

وفي ما يتعلق بالإيقاعات التي يؤدى فيها المدح النبوي الشعبي، فهي في الغالب “شرعة” مع إمكانية أن يؤدى في إيقاعات أسرع مثل: “صولة” و”أسربات” و”لبليدة“.

2- الآلات النفخية

الآلات النفخية تتمثل في “الزوزاية” و”النيفارة” وهي آلات تستعمل عادة من لدن السوادين، وتشبه ما يعرف في البلدان العربية “بالناي”، وهي عبارة عن أمبوبة تجنبها ثقوب تصنع من جذور القتاد.

والاختلاف بين الزوزاية والنيفارة يكمن في كون الأولى مفتوحة الأطراف وتناسب الملاحم والأساطير، في حين تكون الثانية مسدودة الأطراف وبها ثقوب على السطح.

 

3- الآلات الوترية

بخصوص الآلات الوترية المصاحبة لأداء المدح النبوي الشعبي فهي نوعان:

أ- “أرباب” وهو نوع من الكمان ذو وتر واحد يستخدم باحتكاك وتر على شكل قوس الخبرة، عيد صغير بوتر واحد.

ب- “أم أزغيبة” – الزكعاري أوالكَبرة بحسب بعض المناطق- وهي بوتر واحد يعزف عليه بواسطة ظفر صغير.

وهذه الآلات كلها غير احترافية بمعنى أن استخدامها نظرا لبساطة تصميمها يقتصر على غير الفنانين16.

 

الظرف الزماني لأداء المدح النبوي الشريف

إذا كان في السابق تمت الإشارة إلى أن المدح النبوي الشعبي شكل نوعا من التخصص الطبقي داخل المجتمع، فإنه مع ذلك مثل صورة من صور الاندماج في المجتمع البيظاني أكثر من ما ذهب إليه البعض في جعله شكل من صور التعبير أو التوق إلى الحرية وخروج عن رتابة الحياة الصعبة التي يعيشها متعاطيه.

لقد أرتبط المدح النبوي الشعبي في الثقافة الموريتانية ببعده الديني فغلبت عليه الرغبة في نيل الثواب الأخروي، لهذا اختير لأدائه ظرف زماني خاص مثل ليلة الجمعة التي قال فيها صلى الله عليه وسلم: »إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي…»17.

وطيلة ليالي شهر رمضان الذي فضْله الله تعالى على غيره من الشهور ففرض فيه الصيام وأنزل فيه القرآن، لقوله تعالى:

{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}18.

وكذلك المولد النبوي الشريف، حيث اعتاد المسلمون منذ قرون الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بتلاوة السيرة العطرة لمولده عليه الصلاة والسلام وذكر الله وإطعام الطعام حُباً في النبي صلى الله عليه وسلم وشكراً لله تعالى على نعمة بروز النبي صلى الله عليه وسلم19، على الرغم من وجود بعض الأصوات التي عدت ذلك من البدع التي ظهرت بعد وفاته صلى الله عليه وسلم20.

الخاتـــمة

يشكل المدح النبوي الشعبي في موريتانيا، تراثا إنسانيا شفويا، تناقلته أجيال متعددة لفترة زمنية ضاربة في القدم، وكتابته تأتي لتشكل حلقة من حلقات صيانة التراث البشري المشترك، وكون المدح النبوي الشعبي هو بالدرجة الأولى تراتيل دينية فإن انتشاره في حيز جغرافي واسع يمتد من فصالة في أقصى الشرق الموريتاني إلى تيندوف في الجنوب الجزائري، فكتابته سوف تسمح بتناول البنية الاجتماعية أو المحيط الاجتماعي الذي تشكل فيه، وما أفرزته تلك البنية الاجتماعية من حقائق عرقية وطبقية، ثم الخريطة الجغرافية للمدح الشعبي وخصائصه الفنية وكذلك الظرف الزماني لأدائه، قبل محاولة تقديمه بالشكل الذي وردت به السيرة النبوية فيه كما تصورها الخيال الشعبي الذي نظمها بشكل مغفي وموزون.

وهذا يفترض بالضرورة تناول تاريخ المنطقة الجينولوجي، وكذلك الظروف الاقتصادية والاجتماعية، التي كان لكل منها دور في بلورة الخصائص المميزة للمدح النبوي الشعبي في هذا المجتمع، الشيء الذي يتطلب تعبئة موارد ورصد جهود بقصد:

  • جمع المدح الشعبي وتدوينه
  • معرفة كيفية تناقله عبر الأجيال
  • تدوين الفولكلور المصاحب لأدائه

وهذا كله من أجل تحقيق الغاية الأسمى والتي هي تسجيله كتراث شفهي عالمي مشترك معترف به لدى كافة الأمم، مثل ما تحقق في بلدان أخرى في المنطقة استطاعت تسجيل جزء من تراثها الشفهي الذي يبرز خصوصيتها عالميا./.

المحاضر

الدكتور محمد الامين ابراهيم السالك

 

الهوامش

  1. “أمغران” موسم ثقافي سنوي كان ينظم في مدينة تشيت بولاية تكانت قديما، ومن أهميته فقد كان موضع فتاوي لبعض علماء المدينة، حيث أجازه البعض منهم، في حين أفتى البعض الآخر بحرمته نظرا لما يقع فيه من اختلاط في زمانهم، وقد منع تنظيمه الاحتلال الفرنسي بعد سيطرته على البلد.
  2. “أمكَار” موسم سياحي وتجاري ينظم في نواحي مدينة وادان بولاية آدرار، وما زال ينظم في الوقت الراهن بين الفينة والأخرى.
  3. أذكر على سبيل المثال: “السيرة النبوية” لا بن هشام، وسيرة ابن إسحاق و”الرحيق المختوم” لصفي الرحمن، و”السيرة النبوية” لابن الحسن البدوي، و”السيرة النبوية” لابن حبان، و”الوفاء بأحوال المصطفى” لأبي الفرج عبد الرحمن الجوزي، و”الشفا بتعريف حقوق المصطفى” للقاضي عياض، و”فقه السيرة” لسعيد البوطي، و”فقه السيرة” لمحمد الغزالي و”السيرة النبوية” لمحمد متولي الشعراوي، و”المجتمع الحركي للسيرة النبوية” لمنير محمد الغضبان، و”السيرة النبوية: دروس وعبر” للدكتور مصطفى السباعي، و”نور اليقين” للخضري بك، و”في السيرة النبوية: قراءة لجوانب الحذر والحماية” للدكتور إبراهيم علي محمد أحمد، و”ملخص السيرة النبوية” لمحمد هارون…
  4. الخليل النحوي، بلاد شنقيط “المنارة والرباط” المنظمة العربية للثقافة والعلوم، الطبعة الأولى، تونس 1987، ص 210.
  5. Abderrahmane Ngaide, Musique et danse chez les Haratin de Mauritanie : Conscience identitaire et/ou dissidence culturelle?, Afrika Zamani, n° 15 & 16, 2007-2008, pp 1-25.
  6. Ibid
  7. Marchesin (P), Tribus, Ethnies et pouvoir en Mauritanie, KARTHALA.1992, pp 34 – 41.
  8. أحمد محفوظ ولد مناه، ميراث السيبة، دراسة في تاريخ الثقافة السياسية ببلاد شنقيط (موريتانيا)، المطبعة الوطنية، الطبعة الأولى 1994، ص 42 – 49.
  9. المختار ولد كَاكَيهْ، مجمل تاريخ الموريتانيين، الطبعة الأولى 2007، ص 75- 83.
  10. المختار ولد حامدون، موسوعة حياة موريتانيا “التاريخ السياسي”، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى 2000، ص 72.
  11. الناني ولد الحسين، صحراء الملثمين، دراسة لتاريخ موريتانيا وتفاعلها مع محيطها الإقليمي خلال العصر الوسيط، من منتصف القرن 2 هـ / 8 م إلى نهاية القرن  5 هـ / 11 م ، دار المدار الإسلامي، الطبعة الأولى، يونيو 2007، ص 63.
  12. Abderrahmane Ngaide, Musique et danse chez les Haratin de Mauritanie : Conscience identitaire et/ou dissidence culturelle?, Afrika Zamani, n° 15 & 16, 2007-2008, pp 1-25.
  13. Ibid
  14. المختار ولد حامدون، موسوعة حياة موريتانيا “التاريخ السياسي”، مرجع سابق، ص 15.
  15. عبد الله أفال، التاريخ والتراث الثقافي الوطني الإسهام الخاص لبعض الفئات في الوسط البيظاني (لمعلمين- اكاون- السودان)، فعاليات الملتقى الدولي الأول حول التراث الثقافي الموريتاني، انواكشوط 29- 30 نوفمبر 1999، ص 182.
  16. عبد الله أفال، التاريخ والتراث الثقافي الوطني الإسهام الخاص لبعض الفئات في الوسط البيظاني (لمعلمين- اكاون- السودان)، فعاليات الملتقى الدولي الأول حول التراث الثقافي الموريتاني، نفس المرجع السابق والصفحة.
  17. رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وصححه، ورواه أحمد وابن ماجه بإسناد صحيح.
  18. الآية (185) سورة البقرة.
  19. ويعتبر أول من أحدث الاحتفال بعيد المولد النبوي ملك إربل المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدّين علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد، وكان له آثار حسنة، وهو الذي عمَّر الجامع المظفري بسفح قاسيون”.ا.هـ. قال عنه ابن كثير في تاريخه: “كان يعمل المولد الشريف – يعني الملك المظفر- في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان شهمًا شجاعًا بطلاً عاقلاً عالمًا عادلاً رحمه الله وأكرم مثواه. وقال: وقد صنف له الشيخ أبو الخطاب ابن دحية مجلدًا في المولد النبوي سماه “التنوير في مولد البشير النذير” فأجازه على ذلك بألف دينار.
  20. للحافظ السيوطي رسالة سماها “حسن المقصد في عمل المولد”، قال: “فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله أو لا؟ والجواب عندي: أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس، وقراءة ما تيسر من القرءان، ورواية الأخبار الواردة في مبدإ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف

.

تعليقات الفيسبوك