وكالة تيكا التركية تطلق مشاريعا واعدة في مصر وتتجه الى توسيع منحة دراسة اللغة التركية لفائدة الناطقين بالعربية (بيان صحفي )

اختتم رئيس مؤسسة تيكا الدولية “ساردار جام” جولته في مصر مؤخرًا، بهدف تشجيع الاستثمار في السوق المصرية وتسهيل التعاون بين رجال الأعمال المصريين والأتراك في إطار الروابط الاقتصادية التي تجمع الطرفين، بالتعاون مع مؤسسات اقتصادية في البلدين، وذلك قبيل أكبر مؤتمر اقتصادي بين البلدين تحت عنوان “هيا نصنع معا” في نوفمبر لتعزيز فرص الاستثمار ومضاعفة التعاون الاقتصادي.
وخلال زيارته إلى القاهرة رفقة عقيلته سلوى لطفية تشام، عقد “ساردار جام” لقاء بمدير فرع الوكالة بالقاهرة الدكتور فاروق بوزغاز ثم أعقبها جولات في المناطق والمزارات السياحية في القاهرة والجيزة، شملت الأهرامات والكنيسة المعلقة، وشارع المعزلدين الله، والمتحف المصري، ومنطقة الغوري، ومسجد الإمام الشافعي، بالإضافة إلى تناول العشاء في مقهى نجيب محفوظ وتنزه في شوارع مصر العريقة، كما أثنى على هذا التنوع الثقافي والحضاري في مصر وانسجامه معًا، وذلك في إطار تشجيع السياحة إلى المقاصد المصرية.
وقال ساردار إن “مصر دولة محورية في المنطقة وتتمتع بقدر كبير من مراكز ونقاط الجذب السياحي التي قلما تجدها في أي مكان بالعالم”، داعيًا العالم لإعادة اكتشاف مصر مجددا كمزار سياحي يتجاوز الحدود والجغرافيا، وبالأخص الشعب التركى لينفتح على مصر التي تجمع بين دفتيها تواريخ متعاقبة بدءا من الحضارة الفرعونية مرورا بالمسيحية والإسلامية انتهاءً بالقرون الأخيرة التى شملت فترات حكم المماليك والعثمانيين ومحمد على باشا والملك فاروق إلى التحول لنظام الجمهورى، لافتًا إلى أن مصر بحد ذاتها متحف كبير يعج بالكنوز والاثار التى لم تكتشف بعد ولم يزل بريقها يسطع في كل مساحة منها.
ودعا رئيس مؤسسة تيكا، رجال الأعمال الأتراك إلى زيادة استثماراتهم في السوق المصرية وتعميق أواصر الصلة ونظرائهم في مصر والاستعانة بالكوادر المصرية الشابة في مجال المعمار الهندسي التراثى والذي كشفت عنه القدرة الفنية الراقية في ترميم الآثار المملوكية والعثمانية وهي ما تحتاج تركيا إلى خبراتهم وأيضا تحقيق قدر من تبادل الخبرات والكفاءات بين البلدين الشقيقين.
وشدد ساردار على عمق العلاقات والعلائق الثقافية والتاريخية التى تجمع بين مصر وتركيا والتي يجب أن تسثمر بشكل أكبر يعزز من الدور المجتمعي والبعد الديني القيمي المتبادل بينهما، وأكد علىالدور التنويري الذى تقوم به مؤسسة الأزهر الشريف وشيخها أحمد الطيب من وقوفهما سدا منيعا لخطاب التطرف وتأصيلا للخطاب الوسطية والاعتدال.
وأعرب ساردار خلال زيارته للكنيسه المعلقة بالقاهرة عن تضامنه مع أسر الشهداء والمصابين الذين راحوا ضحية الاعتداءات الإرهابية الأخيرة، مشيدًا بحجم الروح الوطنية التي تسري داخل النسيج المجتمعي المصري ودور الكنيسة في تعزيز ذلك بالتعاون مع مؤسسة الأزهر الشريف.
وقال ساردار إن الوكالة تعبر عن تطلعها للتعاون الحكومة المصرية في عدة مجالات بهدف تعميق العلاقات وترسيخها لتصبح “تيكا” هي جسر التواصل بين الشعبين، لافتًا إلى أن “تيكا دوما نطفئ نار العداوات فنحن لن نكن مثل من أرسل الحطب لنار إبراهيم ولكننا ممن كانوا يرسلون الماء ليطفئوها”. متابعًا أن “كل البلدان مهما تشابهت من الطبيعي أن يحدث بينها الخلافات إلا أن الإعلام هو من يخمد نار تلك الخلاف أو يشعلها أكثر”.
وأوضح أن تركيا لا تنتظر أي مقابل من وراء ترميم الآثار المصرية، وأنها تقولم بذلك من أجل دعم الثقافة المصرية، لافتًا إلى أن “أي أخبار تداولت في هذا الإطار عارية تمامًا عن الصحة وتهدف إلى إفساد العلاقات بين البلدين”.
وتابع إن مصر تمتلك كوادر وخبراء وتقنيين في مجالات متعددة خاصة المجالات الطبية، تريد تركيا الاستفادة منها وتبادل الخبرات والزيارات بين البلدين، داعيًا إلى ضرورة إزالة الخلافات بين البلدين والدفع في إطار تحسين التعاون المشترك على كافة المجالات.
وأعلن عن رغبته في تبادل الزيارات واللقاءت بين الجانبين التركي والمصري في مجال السياحة والاقتصاد والعمل التنموي والمحلي المجتمعي من أجل دفع المشروع التنموي القائم في الداخل المصري، ودفع عجلة الاقتصاد من خلال خلق فرص استثمار قوية وناجزة انطلاقا من العمل الجاد والرصين الذى يخدم البلدين.

الجدير بالذكر أنّ وكالة التعاون والتنسيق الدولي التركية “تيكا” هي جهة تركية تهدف لخدمة المجتمع الدولي وتتبع مباشرة رئاسة الوزراء التركي، تم تأسيسها عام 1992، وتتنوع مساهماتها لتشارك في المشروعات التنموية بمختلف دول العالم، في مجالات الصحة والمساعدات الطبية والادوية، واقامة المشروعات الزراعية، ودعم وتطوير الريف، ودعم التعليم عبر بناء المداراس والمشاركة في تطوير البنية الاساسية للتعليم، وانشاء محطات تنقية المياه، وتوزيع المساعدات العينية.
وللوكالة التركية 56 مكتبًا في 54 دولة حول العالم، وتهدف الوكالة مد خدماتها الانسانية لتصل الى 140 دولة مختلفة حول العالم خلال السنوات القليلة المقبلة، وتم رفع ميزانيتها للمساعدات التنموية الدولية من 85 مليون دولار عام 2002،

تعليقات الفيسبوك