المعرفة و المشاركة

كان من المهم جدا بالنسبة لي أن أشارك في تدريب “فن القيادة والحوكمة”، فلكل معرفة وإن كانت بسيطة قيمة تحقق فائدة ما للشخص أو للمحيط، وكلما كانت الفائدة عالية القيمة بذل الفرد جهداً أكبر لاكتسابها لذلك بذلنا جهدا مضاعفا كمشاركين من اجل الاحاطة بالمحاور المتعددة، بما في ذلك التعاريف والمفاهيم والانشطة الاسبوعية فقد كان نجاحنا مرهونا بمدى تفاعلنا واسهامنا في الأنشطة و تبادل الخبرات والآراء والمعارف، إنها تجربـة ثرية لا يمكن للمرء ان ينساها وخاصة :

  1. الأنشطة التي كانت مبرمجة كل لأسبوع
  2. مطالعة المواد المقرر والموجودة داخل الملف الخاص بها
  3. اثارة الأسئلة والاستشكالات المطروحة
  4. المناقشة اسبوعية
  5. المناقشة مفتوحة
  6. المناقشة إضافية-
  7. مهمة الاسبوع حيث يجب ان ينجز كل مشارك مهمة لتأكيد جدارته بالمشاركة.
  8. مفاجأة الاسبوع: وكنا نجري خلف الحكمة القائلة انه “كلما كانت الفائدة متدنية القيمة قل الجهد لاكتسابها”َ، كما كنا نكرر أن قيمة المعرفة ترتبط بحجم الفائدة ومستوى وعي الفرد، فحين يكون الوعي عالٍ يقل الجهد لتحقيق الفائدة وعند تدنى مستوى الوعي يزيد الجهد لتحقيق الفائدة.

ومن الدروس المستفادة من الدورة ايضا إن المعرفة المتداولة غالباً ما تكون مكتسبة الصدقية، أما بالنسبة للمشاركة في معهد الفضاء المدني فأكثر شيء تعلمته كان نقل المعارف ومشاركتها بين مختلف الاوساط و بهذه الطريق تعم الإفادة، وهكذا تتالت الأسابيع و نحن معشر المشاركين نناقش و ندرس و ندقق في مبادئ الحوكمة ونحترم مداخلات الجميع .

يعتقد (( نبيل علي )) ” أن المعرفة تحقق التواصل بين أفراد المجتمع خلال اتفاقهم على معانيها وقبولهم بحقائقها والمشاركة بإنتاجها، وتحديد معايير الحكم على صدقها وأصالتها “.

لكن ذلك ليس كافياً لطرحها للتداول من دون وجود آلية سهلة لفهمها وإدراكها وإلا عدّت معارفاً لا تصلح للتداول، أي إنها يجب أن تكون قابلة للإدراك من ذوي الذكاء العادي لأن اكتساب المعرفة وخزنها في ذاكرة العقل الواعي. يتطلب استرجاعها لاستخدامها في الحياة العامة قدراً من الذكاء وهو أمر لا يحصل أتوماتيكياً،

تعدّ آليات الإدراك متنوعة ومتعددة كاكتساب المعرفة بعدّها معلومة جديدة تضاف إلى خزان ذاكرة العقل الواعي من دون تعرضها للنسيان أو المحي على نحو عام، وهي ذاكرة تحوي على معارف سابقة مكتسبة يمكن مزاوجتها لإنتاج معرفة جديدة وإمكان استرجاعها حين الطلب.

لكن لا يمكن الجزم على نحو كلي أن كل المعارف المكتسبة من تدريب فن القيادة ستبقى مخزنة في الذاكرة، بالرغم من كونها معارف صحيحة وذات صدقية عالية. مما يوجب علينا نقلها من الواقع التعليمي الى حياتنا اليومية. حيث نختبر الحقائق التربوية ونتوقف على صدقها الذي يتطلب آليات أخرى قد لا تكون متاحة للفرد العادي

ومن ناحية اخرى فالذاكرة تخزن المعارف المكتسبة من دون تغيير ويجري استرجاعها حين الطلب كما هي. وبغض النظر عن استرجاعها على نحو كامل أو استرجاعها بعد مزاوجتها مع معارف أخرى في الذاكرة لإنتاج معرفة جديدة فإنها تعدّ أحد مكونات المعرفة الجديدة وإن شابها الخطأ أو عدم الصدق فهي تعدّ جزءاً من المعرفة الجديدة، لذلك لا يجوز الاعتقاد أن كل المعارف المكتسبة صدقها عالٍ من دون التحقق على نحو كامل منها خاصة معارف قيد التناول في المجتمع.

يقول (( مارك توين )) : ” إن الخطورة لا تكمن فيما لا نعرفه، وإنما فيما نعتقد     أننا نعرفه حق المعرفة “.

سيدي المختار ولد سالم    

مشارك من موريتانيا في المساق الثاني : فن القيادة

تعليقات الفيسبوك